02‏/08‏/2010

أأرحل قبلك أم ترحلين ؟



أأرحل قبلك أم ترحلين


أأرحل قبلك أم ترحلين *** وتغرب شمسي أم تغربين

ويَنْبَتُّ ما بيننا من وجود *** ونسلك درب الفراق الحزين

ويذبل ما شاقنا من ربيع *** تؤرجه نفحة الياسمين

وتسكب سحب الأسى وابلاً *** على مرقدٍ في الثرى مستكين

فإن كُنْتُ بادئ هذا الرحيل *** فيا حزن رُوْحٍ براها الحنين

وإن كُنتِ من قد طواها المدى*** فيا فجعة لفؤادي الطعين

لقد كُنتِ لي سعد هذا الوجود *** ويا سعدنا بصلاح البنين

هُمُ الذخر دوماً بهذي الحياة *** وهم كنزنا بامتداد السنين

سلكنا سويا طريق الحياة *** وإن شابها كدرٌ بعض حين

لقد كُنتُ نعم الرفيق الوفيّ *** وأنتِ كذاك الرفيق الأمين

لك الحمد يا رب أن صغتها *** خدينة دينٍ وعقلٍ رصين

تسابقني في اصطناع الجميل *** وتغبطني في انثيال اليمين

فيا زخَّة من سحاب رهيف *** ويا نفحة من سنا المتقين

حياتي بدونك حرٌّ وقرٌّ *** وأنت على صدق ذا تشهدين

وينفض سامرنا موغلا *** رحيلاً إلى أكرم الأكرمين


هذه القصيدة للشيخ عبدالله بن إدريس مخاطبا بها زوجته ورفيقة دربه وقد ارهقهما المرض
وهما في مشارف التسعين.
فيالها من قصيدة رومانسية يكتبها شاعر في زوجته اعترافا منه بتقديرها وعرفان بالجميل
وبكل احترام وجمال تنساب كلماتها اثباتا علي عدم ذوبان ذاك الشعور من قلبه بالرغم من تقدم العمر.
والله تعجز كلماتي امام جمال هذه القصيدة.

ويقول الشيخ :«حصل بيني وبين زوجتي أم عبدالعزيز توافق في المرض،
كل منا صار عنده الضعف الصحي، ولا ندري من سيرحل أولاً،
وخرجت القصيدة وكانت على مستوى جيد والحمد لله، ولهذا صار لها صدى عجيب»

فاللهم اجزهما خيرا وارحمهما وبارك في عمرهما, وبارك لنا في رفقاء دربنا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته