22‏/10‏/2010

الرصاصة لا تزال في قلبي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


منذ عدة ايام كانت مصر تحتفل هي وشقيقاتها بمرور 37 عاما علي اتنصار اكتوبر المجيد, وبالتبعية يظل التفاز المصري يعرض افلام النصر والاغاني الوطنية والهتافات الحماسية وهلم جرا, وما اذكر منها بالتحديد فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي, ولكن بعد ان ملأت كلمة "النهاية" الشاشة ثم تلتلها اغنية حماسية, فوجئت بسؤال يراودني ويلح بطلب اجابة فورية لا تحتمل التسويف ولا التاخير ولا الادلاء بإجابة ناقصة, فكان السؤال: هل حقا لانزال نملك تلك الرصاصة !!!.
الاجابة طبعا وببساطة لا.



اعترف اني اخذت وقتا كبيرا فقط في استيعاب السؤال نفسه, وبالتالي في التفكير في الإجابة ولكن قررت البدأ بوضع الاحتمالات. وللاسف لا ازال حتي الان اجهل اين استقرت تلك الرصاصة, أيا تري فقدناها مع عودة اخر جزء من ارض سيناء الحبيبة , بل ربما فقدت في زحمة احتفالات النصر, او ربما يجب ان نسأل محمود يس نفسة عن مكانها فهو من كان يحملها.
الرصاصة التي احتفظ بها محمود يس في جيبه حتي اخر الفيلم, في الحقيقةً خرجت من الجيب ثم استقرت في القلب مباشرةً !.



لكنهم لم يتركوا الرصاصة فهم يطلقونها من الحين والاخر ليست علي شكل رصاصات حية فقط ولكنها ايضا تأتي عادة علي شكل حمامات سلام مفخخة ومن دون حذر نتلهف لحملها ثم تاتي المصيبة بعد انفجار الحمامة !!, فتصيب اقتصادنا وسياستنا واخلاقنا والاهم ثوابتنا ومقدساتنا, ومن دون العبث بهذا الجرح القديم الذي لم يلتئم بعد واخاف ان لا يلتئم ابدا, وهذا طبعا ادي الي حالة غيبوبة فكرية تامة في عقول الامة, ومثال بسيط في تشويش مصطلحات الثواب والعقاب, والعدو والصديق, والاخ والغريب, الصواب والخطأ...إلــخ.



ولكن الخبر الذي اصابني حقا بصدمة غريبة, فلم اتوقع ان تكون هذه هي النتيجة وان دلت هذه النتيجة علي شيء فهو ان الفارق اصبح كبيـــــــــــــــــــــر جدا لدرجة تدعوا الي ان يكون هناك وقفة جداة وحاسمة اما من المسؤلين او منا انفسنا, ولكي نكون واضحين -وواقعيين- فلنبدا بأنفسسنا فإن
".. إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءً فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍ" - ونحن نظن بربنا كل الخير "انا عند ظن عبدي بي" – فالخبر كان
"إسرائيل تهزم مصر 47 : صفر فى البحث العلمى بالشرق الأوسط".
ويكفينا مصيبة قد سبقت الاولي وهو خبر - أنأح من اللي فات - ان أول جامعة مصرية حاصلة على ترتيب 1604 في الترتيب العالمي للجامعات, في حين حصول جامعة اورشاليم العبرية علي مركز 152 عالمياً و جامعة الفيوم حصلت علي ترتيب 8174 عالمياً – واكيد دي حاجه تفرح وطبعا دعوة للتفاؤل – فعلا أأدركتم الفارق بيننا وبينهم؟



وشر البليه ما يضحك, وتستشف ذلك في استعداد الكوادر التعليمية المسؤله عن تطوير المناهج, فليس من الغريب ان تجد أن من أول وسائل ومنهجيات التطوير هي الحذف, حذف دروس كاملة من المناهج بحجة الحشو الزائد - بعيدا عن الدخول في تفاصيل الدروس المحذوفة - ومن اهم التعديلات الحاسمة والتي قد تحدث طفرة - من وجهة نظر الوزارة - في مناهج التعليم المصرية التي اضافها معالي سعادة الوزير الجليل سيادة الاستاذ الدكتور المبجل احمد زكي بدر الا وهي تغيير جملة الفتح العثماني الي الغزو العثماني في المراحل الإعدادية والثانوية, فعلا وزارة محترمة .

الشيء الذي لا شك فيه هو خوفها علي عقول اولادها - لكنها تخاف عليهم من شيء غير الذي نخاف منه نحن - فبدلا من ان تبحث في تطوير المناهج تقوم بالحذف او اضافة تعديلات تافهه, لن نطالب بمناهج جديدة من الالف الي الياء ولكن يكفي فقط ان تخرج من كل مرحلة طالباً متميزا في مجال يفضله الطالب نفسه وبدلا من ساسية الصَم وتعدد المواد وتكدسها وبعدها عن الجانب العملي, هناك سياسة التقليد وليس معناها اخذ مناهج الغرب بحذافيرها بل تطويعها علي اخلاقنا وديننا كما فعلت من قبل امريكا في تطوير بعض المناهج التعليمية, لكن لا حياة لمن تنادي.



وبالتالي اذا كانت ميزانية الدولة تضيع في ما يسمي الفن والمغني والكورة فبالله عليكم أين يجد البحث العلمي تمويلاً.
في حين ان يتقاضي ممثل تافه فقط 80 مليون جنية - وكيلو الطماطم ب 10 جنيه - لاداء دور في مسلسل تافه!!.
إذا كيف يطالبون الجامعات بالتطوير واخراج ذوي كفائات, صدق القائل:
ألْقاه في اليم مكتوفا وقال له *** إياك إياك ان تبتل بالماء
وكما يقال "إذا أمرت ان تطاع فأمر بما يستطاع".
ولمن اراد ان يعرف الفارق بين جامعات اليوم وجامعات زمان فليقرأ مقال "بكائية على جدران الجامعة"


ومن اجمل ما قرات في احتفالات النصر هو جهود سلاح المهندسين والبطولات المشرفة وفكرة الجسور العائمة ومضخات المياة, فعلا شيء مشرف – فلو لم يكن هناك علم كافٍ لما تحققت هذه الافكار,وما كنت اقصدة بالرصاصة هو سلاح العلم الذي إن غاب غبنا نحن معه من وهذا ما نحن عليه الآن.
إذا وبكل ببساطة اذا اردت تقدما ونهضة, فيجب توفر ثلاث عوامل بالقدر الكافي وهم: الدين والعلم والمال.
فوجود أحدهما مع غياب الاخر لن يحقق الاهداف المطلوبه وحتي ان احسسنا تطورا فهو مؤقت
وبالعلم والمال يبني الناس ملكهم *** لم يبني ملك علي جهلِ واقلال
ولو توفر العلم والمال دون الوازع والضابط الديني فالعواقب وخيمة من انحلال خلقي وتوابعه واقرب مثال الغرب المتقدم فالرزيلة تملأه ونقص احترام الغير ومقابلته بالسب والقذف دليل واضح.
فلو كان للعلم دون التقي شرف *** لكان اشرف خلق الله ابليس


والحديث يطول والاسباب والحلول تتعدد من واقعي يمكن تطبيقة عن طريق المؤسسات التعليمية حكومية, الي حلول خيالية يمكن تحقيقها عن طريق مؤسسات غير حكومية ولكن لا يمكن تطبيقها نظرا الي الوضع الحالي.
فالله المستعان.......


دي كانت مجرد خاطره بسيطة علي الوضع الحالي حبيت اشارككم فيها,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة